سُبْحانَكَ لا أَيْأَسُ مِنْكَ وَقَدْ فَتَحْتَ لي بابَ التَّوْبَةِ إِلَيْكَ..

بَلْ أَقُولُ مَقالَ الْعَبْدِ الذَّليلِ الظّالِمِ لِنَفْسِهِ..

الْمُسْتَخِفِّ بِحُرْمَةِ رَبِّهِ..

الَّذي عَظُمَتْ ذُنُوبُهُ فَجَلَّتْ..

وَأَدْبَرَتْ أَيّامُهُ فَوَلَّتْ..

حَتّى إِذا رَأى مُدَّةَ الْعَمَلِ قَدِ انْقَضَتْ..

وَغايَةَ الْعُمُرِ قَدِ انْتَهَتْ..

وَأَيْقَنَ أَنَّهُ لا مَحيصَ لَهُ مِنْكَ..

وَلا مَهْرَبَ لَهُ عَنْكَ..

تَلَقّاكَ بِالإنابَةِ..

وَأَخْلَصَ لَكَ التَّوْبَةَ..

فَقامَ إِلَيْكَ بِقَلْب طاهِر نَقِىٍّ..

ثُمَّ دَعاكَ بِصَوْت حائِل خَفِىٍّ..

قَدْ تَطَأْطَأَ لَكَ فَانْحَنى..

وَنَكَّسَ رَأْسَهُ فَانْثَنى..

قَدْ أرْعَشَتْ خَشْيَتُهُ رِجْلَيْهِ..

وَغَرَّقَتْ دُمُوعُهُ خَدَّيْهِ..

يَدْعُـوكَ بِيـا أَرْحَـمَ الرَّاحِمينَ..

وَيا أَرْحَمَ مَنِ انْتابَهُ الْمُسْتَرْحِمُونَ..

وَيا أَعْطَفَ مَنْ أَطافَ بِهِ الْمُسْتَغْفِـرُونَ..

وَيا مَـنْ عَفْوُهُ أَكْـثَرُ مِنْ نِقْمَتِهِ..

وَيا مَنْ رِضاهُ أَوْفَرُ مِنْ سَخَطِهِ..

وَيا مَنْ تَحَمَّدَ إِلى خَلْقِهِ بِحُسْنِ التَّجاوُزِ..

وَيا مَنْ عَـوَّدَ عِـبادَهُ قَبُـولَ الإنابَةِ..

وَيا مَنِ اسْتَصْلَحَ فاسِدَهُمْ بِالتَّوْبَةِ..

وَيا مَنْ رَضِىَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسيرِ..

وَيا مَنْ كافَأَ قَليلَهُمْ بِالْكَثيرِ..

وَيا مَـنْ ضَمِـنَ لَهُـمْ إِجـابَةَ الدُّعـاءِ..

وَيا مَنْ وَعَدَهُمْ عَلى نَفْسِهِ بِتَفَضُّلِهِ حُسْنَ الْجَزاءِ..

ما أَنَا بِأَعْصى مَنْ عَصاكَ فَغَفَرْتَ لَهُ..

وَما أَنَا بِألْوَمِ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَ مِنْهُ..

وَما أَنَا بِأظْلَمِ مَنْ تابَ إِلَيْكَ فَعُدْتَ عَلَيْهِ.

أَتُوبُ إِلَيْكَ في مَقامي هذا تَوْبَةَ نادِم عَلى ما فَرَطَ مِنْهُ..